رأينا في فيلم kiki’s delivery service
اسم الفيلم : Kiki’s delivery Service
سنة صدور الفيلم : 1989
الشركة المنتجة : استوديو جيبلي
مخرج الفيلم : Hayao Miyazaki
الكتابة : الرواية المقتبس منها الفيلم من كتابة Eiko Kadono
كتابة الفيلم من Hayao Miyazaki
مدة الفيلم : 103 دقائق أي ساعة و 43 دقيقة .
نبذة عن الفيلم
كيكي هي ساحرة , ولدت لأم ساحرة أو أب بشري عادي. الفيلم يتبع قصة كيكي التي بلغت سن الثالثة عشر , و كما يسري تقليد عائلة والدتها , عليها أن تخرج بحثا عن مدينة أخرى لا توجد فيها ساحرات لتكون هي ساحرة تلك المدينة, بالتأكيد رحلتها لا تخلو من الصعاب فهي فتاة لم تخرج من قبل من مدينتها و الآن عليها البحث عن مدينة لم تخطو إليها من قبل , تقبل عادات أهلها , إيجاد سكن فيها , و طريقة لكسب عيشها !! يرافقها خلال رحلتها قطها جيجي , ذو اللسان اللاذع .
الفيلم مقتبس عن رواية نشر الجزء الأول منها سنة 1985 , و أصدرت منها 5 أجزاء أخرى , آخرها نشر سنة 2004 . الروايات لم تترجم قبل سنة 2003 , إذ أصبحت متوفرة بالإنجليزية , الإيطالية , الصينية و الكورية !!
فيديو لميازاكي يتحدث عن الفيلم
هذه هي فرصتك لإغلاق هذه الصفحة الذهاب لمشاهدة الفيلم , ثم العودة لقراءة رأيي فيه . لا أتحمل مسئولية حرق أحداث الفيلم عليك !! ها قد تم إنذارك !!
الرسوم :
الشخصيات :
رسم الشخصيات أخذ منحنى بسيط و خالي من التعقيد , حتى ملابس الشخصيات تخلو من الزخارف و أي نوع من الطبعات !! و لو تدقق النظر تلاحظ أن الإكسسوارات الوحيدة التي ترتديها الشخصيات بمختلف طبقاتها هو حلق أذن و عقد !! جانب من كل هذا يعود إلى إنتاج الفيلم في سنة 1989 , لهذا الشخصيات تصاميمها غير معقدة ليتمكنوا من تكرارها و تحريكها بسهولة . بالرغم من بساطة التصميم إلا أنه أعطى الشخصيات جمالا غير متكلف , و تمكنوا من جعل الشخصيات مميزة بإضافات و لمسات بسيطة , فكيكي دون شريط شعرها الحمراء الكبيرة ستبدو كأي فتاة أخرى , لكن شريطها جعلها شخصية مميزة بل حتى أيقونة , يمكنك تمييزها بمجرد النظر إلى ذلك الشريط .
الخلفيات :
بالرغم من أنهم أخذوا طريقا سهلا مع الشخصيات إلا أنهم صبوا كل تركيزهم و جهودهم على إظهار جمال عالم كيكي من خلال الخلفيات التي تبقى ثابتة خلال الفيلم.
وجدت الفيديو و أنا ابحث عن الحقبة و المكان الذي تقع فيه أحداث الفيلم , فبالنظر لملابسهم و لمظهر المدينة نستطيع القول أنهم دولة أوروبية , ثم تظهر أعلام بألوان مختلفة , و أسلوبهم في الحديث و تنظر إلى اللافتات في المدينة بحثا عن دليل ليخبرك أين هي هذه المدينة و تنتهي بالحيرة. مشاهدة الفيديو أجابت على الكثير من أسئلتي , و جعلتني أقدر مجهود فريق العمل إذ لم يكتفوا بتخيل المدينة أو الاعتماد على الصور بل ذهبوا لزيارة مدن مختلفة بأنفسهم !!
أيضا لفتني عندما قال أنه حاول جعل الحقبة الزمنية غير واضحة , متخيلا ما قد كان ليكون عليه العالم في الخمسينات إن لم تحدث فيه الحرب . أعتقد أنه غالبا لا يذهب منتجو الأفلام في التفكير إلى هذا البعد , و نتيجة لمخيلة المخرج زرنا عالما خياليا جميلا.
شاهد هذا الفيديو لتأخذ نظرة على الـ Story Boarding
القصة :
الفيلم بالنسبة لي ينقسم لجزئيين أول 60 دقيقة , و آخر 30 دقيقة !!
أكثر ما أحببته هو الجزء الأول , فيه نتعرف على كيكي و حياتها مع والديها في قريتهم , أحببت فيه إنهم عائلة سحرة لكن ليس كما نشاهده عادة في الأفلام عائلة تخبئ سحرها كسر عن العالم . بل عند رحيل كيكي كان كل أهل القرية مجتمعين حولها على علم بكونها ساحرة , يشجعونها على الرحيل و يودعونها !! ثم عندما وصلت إلى المدينة الجديدة تصدم بواقع مختلف إن عادات أهل هذه المدينة تختلف عن قريتها و حتى طريقتهم في تقبل كونها ساحرة , ففي أول خطواتها داخل المدينة واجهها شرطي و مجموعة من الأشخاص الذين استنكروا أفعالها !! كونك ساحرة هل هذا يعني أن تطيري أينما شئت متجاهلة كل القوانين ؟! لحسن الحظ تدخل أحد فتيان المدينة ” تومبو ” وساعدها على الهرب .
بعد ذلك مصادفة كيكي لصانعة الخبز أوسونو, التي سمحت لكيكي بالسكن في عليتهم مقابل مساعدتها , و أتاحت لها إنشاء عملها الخاص في توصيل الطلبات . هذا الجزء من الفيلم هو أكثر جزء مسلي , إذ تبدأ من هنا مغامرات كيكي في توصيل الطلبات . بالتأكيد هذه المغامرات لم تخلو من الصعاب فأول رحلة أضاعت فيها دمية القط , لكن هذا سمح لها مقابلة الفنانة أورسولا , التي تساعدها على استعادة دمية القط و إصلاحها .
بعد انتهاءها من كل ذلك يأتيها الفتى تومبو ببطاقة يدعوها بها إلى حفلة , خلال هذا الوقت تتلقى اتصال بطلب جديد . عند ذهابها لتلقي الطلب الآخر , تكتشف أنه كعكة أرادت جدة إرسالها لحفلة حفيدتها , لكنها لم تستطع طبخها لأن الفرن قد خرب .. فتقضي كيكي وقتها في العمل مع الجدة على طبخ الكعكة في فرن قديم بعد كل هذا العناء و العمل تطبخ الكعكة و تتمكن كيكي من إيصالها للحفيدة بالرغم من المطر الشديد . إلا أن كيكي لم تتلقى ردة الفعل التي توقعتها , فالحفيدة لم تكن مسرورة بتلقيها تلك الكعكة بل على العكس كانت تكرهها !!
كان كل ذلك صدمة لكيكي , و بسبب طيرانها في ليلة ماطرة أصيبت بالبرد. باليوم التالي ترسلها أوسونو لإيصال طلب , لتكتشف أن أوسونو أرسلتها لمنزل تومبو !! الذي يأخذها لتجربة اختراعه , ويبدأان مغامرة جديدة كل هذا يفسده ظهور أصدقاء تومبو .. مما جعل كيكي تعود لغرفتها غاضبة و محبطة فقط لتكتشف أنها قد فقدت كل قدراتها السحرية حتى قدرتها على الحديث مع جيجي !!
من هنا تبدأ الـ 30 دقيقة الأخيرة من الفيلم , حيث يدور الصراع الداخلي في كيكي و عدم ثقتها في نفسها و في قدراتها و كيف تتمكن من استعادة كل ذلك . بدأ بمساعدة أوسونو إذ أعطتها وقتا للراحة , ثم حضور صديقتها الفنانة أورسولا و دعوتها لها للسكن في منزلها بالغابة , حيث شاركتها تجاربها و قصتها و كيف تمكنت من تخطي فقدانها لثقتها بنفسها هي أيضا. ثم ظهور المحنة التي أجبرتها فعلا على أن تثق بنفسها و تنقذ تومبو , و تصبح حديث المدينة .
مقاطع لفتتني :
- كل مقطع يفتح فيه القط فمه , تخرج منه درر !! لو قاموا بفعل فيلم خاص فقط للقط لكنت أول من سيشاهده .. تعليقاته و تصرفاته و حتى تعابير وجهه إنها دقيقة و دائما ما تكون مناسبة للموقف و أحيانا غير متوقعة . بالرغم من كونه شخصية جانبية إلا أنني أعتقد أن الفيلم سيكون مملا بدونه . يتضح ذلك بنهاية الفيلم , عندما فقدت كيكي قدرتها على فهمه و أصبح كأي قط آخر …
- فقدان كيكي لدمية القط و استبداله بجيجي , كيف تحجر جيجي ليبدو كدمية , و إمساك الطفل له من ذيله , ثم معضلته مع الكلب . كان هذا مقطعا مسليا من الفيلم .
- كل مقاطع طيران كيكي كانت ممتعة , كيف أنها حتى نهاية الفيلم مازالت تترنح يمينا و شمالا فهي مازالت متدربة و لن تحترف الطيران فجأة !! و فقدانها لسحرها أعادها إلى نقطة البداية !! خاصة مقطع هجوم الغربان عليها .
- ذهاب كيكي للسكن مع صديقها الفنانة , كل مقطع معها و كل ما قالته الفنانة خلال الفيلم و خاصة عندما حكت قصتها لكيكي , أعتقد أن كل فنان سيشعر بصحة ما قالته ولو جزء بسيط منه و أبضا يشعر بصلة بينه وبين هذه الشخصية .
أمور لم ترق لي في الفيلم :
- أثناء رحلة كيكي للمدينة الجديدة تصادف فتاة , هذه أول مرة و آخر مرة سنشاهد فيها تلك الفتاة . بالرغم من أنني شاهدت الفيلم و أنا أتطلع لظهور آخر لها !! كانت مصممة بشكل جميل و بدت كشخصية سيكون لها تأثير في الفيلم , مما أشعرني بخيبة أمل .
- الـ 30 دقيقة الأخيرة من الفيلم , أشعرتني بأن الفيلم تحول لشيء آخر لم أكن أتوقعه . أعتقد أنه بشكل رئيسي الأمر عائد لكوني كنت متشوقة لمشاهدة الفيلم منذ زمن بسبب رؤيتي للكثير من الفان آرت الرائع له. فبالتالي كانت توقعاتي له عالية , لهذا نهايته لم تكن مقنعة بالنسبة لي , بل أقرب إلى مقطع منفصل عن الفيلم .
- بنهاية الفيلم لم تسترجع كيكي كامل قوتها , فبالرغم من عودة علاقتها بجيجي إلا انها مازالت لا تستطيع فهم ما يقول .. مما كان محبطا بعض الشيء ( لأني من مؤيدي القط ) لكن لم يكن الأمر سيئا .
- بشكل عام خلال الفيلم لا نرى أي سحر !! بداية الفيلم والدة كيكي تصنع دواء سحري , و طوال الفيلم نشاهد كيكي تطير . فبالنسبة لكون الفيلم عن ساحرة إلا أنه لا يحتوي الكثير من المقاطع السحرية سوى الطيران .
إضافة :
- يقال أن كيكي في الرواية لم تفقد قوتها و حادثة المنطاد لا وجود لها , إذ إن الرواية أشبه بحلقات قصيرة عن تجارب و مغامرات كيكي . لهذا احتاج ميازاكي تكوين حبكة أخرى ليتمكن من صنع الفيلم منها . و لكي يظهر مدى نمو شخصية كيكي ميازاكي قرر أن يجعلها تمر بالكثير من الصعوبات و الوحدة أكثر من التي مرت بها في الرواية .
- يقال أن فقدان كيكي قدرتها على فهم جيجي ليس بسبب فقدانها لسحرها بل لأنها قد كبرت , لهذا لم تكن حزينة في نهاية الفيلم عندما لم يكلمها جيجي , بل ابتسمت بلطف .
- يقال أن الأجراس التي تدق بعد اصطدام كيكي بالأشجار , تم وضعها من قبل والدتها إذ إن كيكي غالبا ما تفقد تركيزها و هي تطير و تنحرف عن مسارها دون أن تنتبه . لهذا والدتها وضعت أجراسا على كل شجرة طويلة لتنبيه كيكي. وهذه كانت أمنية كاتبة الرواية , ان تصطدم كيكي بالأشجار و تدق الأجراس عند خروجها من قريتها .
اقتباس من الفيلم
أورسولا تحكي قصتها لكيكي : عندما كنت في مثل عمرك كنت أعرف أنني اريد أن أرسم فكنت أرسم حتى يغافلني النوم بجوار لوحاتي . لكن في أحد الأيام فقدت القدرة على الرسم كل شيء أرسمه لم يكن جيدا , كان نسخ للوحات رأيتها من قبل , و لم تكن نسخ جيدة … ثم اكتشف الحل , إذ إنني لم أكن أعلم لم و مالذي يجعلني أرسم , كان علي أن اكتشف أسلوبي الخاص … ما يدفعني لأرسم هو روحي كما تدفعك روحك للطيران و تدفع روح أوسومو لصنع الخبز . على كل منا إيجاد ما يلهمه , لكن أحيانا إيجاد ذلك أصعب مما نتوقع .
في النهاية هل أنصحك بمشاهدة هذا الفيلم ؟ بالتأكيد و أنصح بمشاهدته مع العائلة فهو فيلم ممتع مرح و مضحك. قد لا يكون فيلما ممتعا للأطفال لكن أي شخص من فوق سن العاشرة سيتمكن من استيعاب الفيلم و التمتع به . من لا يحب فيلما عن الساحرات ؟ نصيحة في الأخير و هي مشاهدة النسخة اليابانية من الفيلم , مترجمة بالإنجليزية فهنالك بعض العيوب في الترجمة العربية .
هل شاهدت الفيلم من قبل ؟ هل توافقني الرأي أم لك رأي آخر ؟
هل ترغب مشاهدة الفيلم ؟ حفز معارفك لمشاهدته معك.
لا تنس إعادة نشر هذه التدوينة
المزيد من الروابط لتتطلع عليها